top of page

 

 

 

          دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦

الأسبوع الرابع والثلاثون

 

مع توم بوند؛

مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي


 

الفكرة

"الاستجابة مقابل المسئولية"

"إذا أردت ان تكون تعيسًا، استمع إلى غضب شخص آخر. إذا أردت أن تكون مكتئبًا، صدقه".
- مارشيل روزينبرج

 

كما ناقشنا في الأسبوع الماضي، يمكننا رؤية الغضب بمنظور مختلف؛ فبدلاً من النظر إليه كنتيجة لأقوال أوأفعال فحسب، يمكننا إضافة الفهم الذي تلعب الاحتياجات والأحكام دورًا في إدراكه. هذا يمنحنا طريقة جديدة لفهم غضبنا وغضب الآخرين والتعامل معه.

 

التحرر من المسئولية

مثلما ناقشنا الأسبوع الماضي، يمكننا اعتبار الغضب مزيجاً من "أفكار تحتوي على أحكام"، واحتياج أو احتياجات غير مُلباة تصاحب تجربتنا.

 يساعدنا هذا على "فصل" غضبنا عن أفعال أو أقوال الآخرين، كما يساعدنا على "فصل" أنفسنا عن غضب الآخرين. تمكننا عملية الفصل هذه من الكف عن اعتبار الآخرين مسئولين عن "جعلنا" نغضب، وكذلك عن اعتبار أنفسنا "مسئولين" عن "جعل" الآخرين يغضبون.

 

ولكن هل يعني هذا أنه إذا "غضب أحد ما منا" نقول ببساطة: "هذه ليست مشكلتي، مشكلتك هي احتياجاتك وأحكامك فحلها وحدك". مثلما قد تتوقع، لن يساعد هذا كثيرًا في خلق تواصل.

 

أن تكون مستجيبًا

بالرغم من أني لست "مسئولاً" عن غضب شخص آخر، يمكن أن "استجيب" له؛ إذ أنه خلال عملية "التحرر من المسئولية"، أكون أقل عرضة لانقطاع التواصل أو الانغلاق أو الدفاع، وأكثر قابلية للاهتمام والتواصل.

 

حين أستطيع إخراج التفكير في"اللوم" و "الخطأ" و "كان يجب/ لا يجب" من المعادلة، أزيد من فرص إيجاد تفاعل أكثر تواصلاً وتراحمًا.

 

في سياق "المسئولية"، أتحرك من منطلق الوعي بـ"رد فعل الآخرين أو أحكامهم"، وفي سياق "الاستجابة" أتحرك من منطلق الوعي بـ"مشاعري واحتياجاتي" بالنسبة لمشاعر الآخرين واحتياجاتهم.

 

التحدي

بالنسبة لي، التحدي مستمر. عندما أواجه غضب شخص ما، خصوصًا عندما تكون أفعالي متسبّبة في ذلك، من السهل جدًا أن يتحول "عقلي الاعتيادي" إلى حالة "المسئولية"، وهنا من الممكن أن أبدأ في التفكير في اللوم والخطأ والصواب. وإذا ما سيطرت عليّ الحالة الدفاعية، يقل تواصلي مع الحياة. في المواقف "المشحونة" بشكل خاص، يمثل التريّث (انظر الأسبوع ١٢) وتحويل أفكاري من الأحكام إلى طاقة الحياة الموجودة في تلك اللحظة تحديًا كبيرًا.

 

الفرصة

مع التدريب والممارسة، يمكننا الانتقال من "المسئولية" إلى "الاستجابة"، وتحويل لحظات عدم التواصل إلى لحظات تواصل. تلك الممارسة من تحويل الأفكار المحمّلة بالأحكام إلى وعي بالاحتياجات تمنحنا خبرة حياتية أكثر تواصلاً وتراحمًا، غالبًا حين نكون في أمس الحاجة إليها.

 

لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدّمنا في دورة التراحم...

 

تجربة عملية 

"درس من هاربو"

أثناء انتقالي إلى بيت جديد منذ خمس سنوات، تعلمت درسًا في التراحم من كلبي هاربو. كان الانتقال مع الحفاظ على جدول التدريب والمحاضرات الخاص بي تجربة مرهقة لي .

 

بعد قيادة متعبة ويوم متعب وأسبوع متعب، وصلت في النهاية إلى المنزل. لم يكن بوسعي الانتظار حتى أذهب إلى الاستحمام وأستلقي في سريري لأحصل على بعض الراحة التي كنت احتاجها بشدة. "آه المنزل، المنزل الجميل!"، قلت لنفسي وسرت نحو الباب الأمامي. عندما فتحت الباب، اجتاحت رائحة كريهة كل حواسي.

 

خطوت بعناية في المنزل لأجد هاربو قد ارتكب "خطأ" على سجادة غرفة المعيشة، خطأ كبيرًا استمر إلى غرفة الطعام والطبخ إيضاً.

كنت مرهقًا في آخر منفذ لطاقتي، وكان آخر شىء أريده هو أن أنظف كل سجاجيد الطابق السفلي لمنزلي؛ فقدت أعصابي.

 

بدأت في الصراخ بوجه هاربو في حلقة من الغضب: "بماذا كنت تفكر؟!  كيف تفعل هذا؟!  أنت تعرف أفضل من ذلك"، واستمريت في الصراخ بوجهه، وفي وسط صراخي، لاحظت أن هاربو قد جرى باتجاهي، ووقف أمامي تمامًا ينظر إلىّ، كانت عيناه تحمل ما يمكنني فقط وصفه بالاهتمام والحب النقي وكأنه يقول: "هل أنت بخير يا توم؟".

 

في تلك اللحظة، شعرت بالغضب يتركني فيما ولّد اهتمام هاربو تواصلاً لحظي ومفاجئ، نزلت على رجلي وربت على رأسه الصغير "شخص ما ليس على ما يرام".

 

لم يكن هاربو يسمع لومي، لم يكن "مسئولاً" عن غضبي، كان ببساطة "يستجيب" لألمي ورغبته في أن أكون على ما يرام. تعجبت من قدرته على إظهار تلك التراحم في خضم غضبي، مات هاربو في ذلك الصيف، لكن هديته في تلك اللحظة سوف ترافقني إلى الأبد.

 

تدريبات هذا الأسبوع

 تدريب # ١- الانتقال من المسئولية إلى الاستجابة -  فكر في موقف اعتبرت نفسك فيه مسئولاً عن غضب شخص آخر واكتبه.

ثم، اعطي لنفسك (أو أفضل أن تتلقي) التعاطف مع ما هو حي بداخلك عن هذا الموقف. بعد مرور بعض الوقت والتعاطف، قد تصبح في فضول عن تجربة الشخص الآخر وترغب في المزيد من التفاهم والتواصل معهم. إذا كان الأمر كذلك، تقدم. إن لم يكن الأمر كذلك، استمر في تلقي التعاطف (كل شيء في وقته الخاص).

 

ثم، حاول ما اذا كان يمكنك التواصل مع ألم ذلك الشخص. اكتب افضل فهم لديك عما قد تكون تجربتهم. لا أفكارهم ... مشاعرهم، آلامهم. احتياجاتهم التي لم تُلبى ومدى أهمية تلك الاحتياجات لديهم.

 

ملاحظة: قد تفكر"أنا لا أعرف حقا ما هي تجربتهم". أقترح أن هذا لا يمنعنا من التساؤل، أو حتى تخيل ما قد تكون تجربتهم. في تجربتي، انها عملية التساؤل الذي تجلب التراحم والتواصل، وليس التصوير الدقيق.

 

وهذا يمكن أن يكون تدريب قوي جدا إذا أردنا استخدام مهاراتنا على التريث، وترجمة الأحكام، ورؤية والتواصل مع المشاعر والاحتياجات (التجسيد ، الحداد).

 

أخيرا، فكر اذا كان يمكنك أن تقدم أي طلبات تواصل. ( تلميح لذلك: انظر الأسبوع ١٥. فكر لنفسك، " كيف سيكون رد فعل هاربو؟").

 

موارد المجتمع

تسجيل المكالمات

 

مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١

 

للتبرع 

جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.

 

مراجع الصفحات والتدريبات

تدريب "التحول نحو التراحم"

قائمتي المشاعر والاحتياجات

 

الدروس السابقة

الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس،  الأسبوع السادس،  الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر،  الأسبوع الحادي عشر، 

الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر، 

الأسبوع السابع عشر، الأسبوع  الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون،  الأسبوع الثالث والعشرون، الأسبوع الرابع والعشرون، الأسبوع الخامس والعشرون، الأسبوع السادس والعشرون، الأسبوع السابع والعشرون، الأسبوع الثامن والعشرون، الأسبوع التاسع والعشرون، الأسبوع الثلاثون، الأسبوع الحادي والثلاثون،  الأسبوع الثاني والثلاثون، الأسبوع الثالث والثلاثون،  الأسبوع الرابع والثلاثون

مجموعة الفيسبوك

 

 

للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org

 

حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦

 

bottom of page